الاثنين، 12 ديسمبر 2011

نصائح لحياه زوجية سعيدة

undefined
 تعتبر السعادة الزوجية إحدى أهم الأهداف المنشودة في الحياة، وحينما يتحدث الطبيب النفسي الأمريكي الشهير د.فيل ماكجرو وزوجته روبين عن

 أسباب الحياة الزوجية السعيدة لابد أن تؤخذ نصائحه بعين الاعتبار، فحينما سئل د. فيل ماكجرو  وزوجته روبين عن اهم مكونات وصفة السعادة الزوجية التي يعيشانها معا على مدى 30 عاما وجعلت منهما مثالا للزوجين الناجحين واهلتهما مع الدراسة والخبرة لاسداء النصح للآخرين في مجال العلاقات الزوجية والاسرية من خلال برنامج ''''''''د. فيل'''''''' الذي يتابعه ملايين حول العالم والموقع الالكتروني الخاص به.. وإليكم ما  قالاه وستجدون فيه ما يدهشكم ويسعدكم ويجعلكم تعيدون التفكير في الحياة الزوجية.

وهذه المكونات التي طرحها د.فيل:
استثمار الوقت معا:

لم تتأثر علاقة الصداقة أو العلاقة الحميمة بيني وبين روبين لمجرد أننا أنجبنا أولادا والآن وبعد مرور 27 عاما وبعد أن خلا لنا عش الزوجية مرة أخرى لم ينظر كل منا إلى الآخر لنحاول أن نتذكر بداياتنا معا فقد ظلت العلاقة حية ومستمرة طوال رحلة الحياة الزوجية نخرج معا دائما ونسافر معا ونحسن استثمار أوقاتنا معا.

أربع دقائق مهمة كل يوم
اللحظة التي تلتقي فيها بشريك حياتك لأول مرة كل يوم سواء حين تستيقظ من النوم أو حين تعود من العمل يعتمد عليها بشكل كبير كيف ستقضيان معا الوقت الباقي حتى لو كانت لديكما مشكلة أقساط تحتاجان لمناقشتها، أو إذا كان أحد الأبناء شج رأس أخيه - مرة اخرى.
فإذا مرت أول أربع أو خمس دقائق على ما يرام.. ''''''''كيف حالك اليوم؟ تعالي وأجلسي إلى جواري قليلا'''''''' فهذا التواصل على المستوى الشخصي يشكل فارقا كبيرا. حتى أننا وروبين نضحك أحيانا من مدى ارتباطنا بهذه الدقائق.
وحين يكون لدى روبين مشكلة تريد أن تناقشني فيها فانها تقول لي ''''''''حسنا أخبرني حين تنتهي هذه الدقائق الأربع لأني أريد أن أتحدث إليك في أمر يزعجني''''''''.

تمتع بروح القبول:
بدلا من التحلي بروح الباحث عن عيوب الآخر، يحتاج كل منكما لأن يضبط الآخر وهو يحسن التصرف، فمثلا روبين زوجتي مهندسة ديكور بالفطرة وهي تعمل على إعادة ديكور منزلنا بمساحة 14 ألف قدم مربع وما أن تنتهي من ديكور 13,5 الف قدم حتى تبدأ من جديد في ال 500 قدم الأولى لذا فأنا أعيش منذ 30 عاما في موقع عمل دائم ولكني اعتبرت هذا السلوك من روبين كأنها تبني عشها وتعيد تجديده، وهذه هي شخصيتها واعتبرتها شخصية ساحرة ومن ثم أعود الى منزلنا فأجد إحدى الغرف مجددة كليا وأنا أحب ذلك.

لا تخف من الشجار:
الشجار قد يكون بناء إذا أدير بطريقة صحيحة وسليمة. حاليا أنا وروبين لا نتشاجر - وقد يبدو ذلك غريبا - ولم نتشاجر أبدا، والسبب في ذلك هو أننا سمحنا - كل منا للآخر - لأن نكون مباشرين وصريحين تماما حيال ما يدور في حياتنا وعن أي شيء قد يزعج الآخر، ومن ثم نتصرف مع كل المواقف أولا بأول.

لا تنطق بكلمة ''''''''الطلاق'''''''':

أنا وروبين متزوجان منذ 30 عاما ولم ينطق أحدنا بعبارة ''''''''أظن أن علينا أن ننفصل بالطلاق'''''''' فلا تحل مشكلة في علاقتك الزوجية باعطاء ظهرك لشريك حياتك.. وقد اعترفت لروبين أنني لم أدرك المعنى الحقيقي للزواج إلا بعد أن توفيت أمها ثم توفي والدها. فبعد جنازة والدها قالت لي روبين ''''''''أشعر الآن أنني وحيدة تماما''''''''، وفي هذه اللحظة قلت لها أنني لن اتركها أبدا وكنت أعني ذلك تماما.
بالطبع كنت أعني أنني أريد أن أقضي معها باقي حياتي عندما تزوجتها ولكني لم أدرك ثقل الالتزام الذي عقده على نفسي فالزواج ليس عملا قمت به بل تحول في شخصيتي فقد صرت زوج روبين لذا فلن نضع علاقتنا قيد الإختبار.

لبي احتياجات شريكك:
لأن والدي روبين توفيا في عمر صغير ونشأت فقيرة وكانت تفتقد الأمان لذا كان الاستقرار أحد حاجاتها العاطفية المهمة، لذا أوليت هذا الجانب اهتماما خاصا وحرصت على توفيره لها حتى بإبعادها عن تحديات المهنة التي أتعرض لها، لأنني أعرف أنها تحتاج إلى الشعور بالإستقرار والأمان.
وقد يبدو هذا الوضع شائكا ولكني كنت أسأل نفسي كل يوم ''''''''ماذا علي أن افعل حتى تتطور حياتي الزوجية من أفضل إلى أفضل؟''''''''، مثلا في الأيام التي لا تذهب فيها روبين معي إلى العمل اتصل بها تلفونيا بلا أي سبب سوى التواصل والإلتقاء عبر الهاتف.

ومن وجهة نظر الزوجة روبين:

في البيت.. كونا معا:

حين نكون أنا وفيل في المنزل لا أنشغل بعمل شيء في أحد أرجاء المنزل بينما هو مشغول بشيء آخر في مكان آخر، بل نظل معا في الغرفة نفسها نشاهد التلفزيون معا بأن نجلس متجاورين على المقعد ذاته، وحين يعمل في مكتبه أظل معه في المكان ذاته أطالع جهاز الكمبيوتر.

اللمسة مهمة جدا:
أثناء تناول الطعام تظل يد فيل اليسرى حرة ليضعها على ساقي، وحين نكون معا في الغرفة ذاتها لا بد أن نتلامس، وإذا اقتربت منه في مكان ما ولم يلتفت الي ونتلامس أشعر وكأن شيئا خطيرا قد حدث.

لا لتدخلات الغير:

لن أذكر أسماء ولكن لفيليب أخت تدعى دونا كنت أحسبها مجرد فضولية ومن البداية قلت لها ''''''''لا أرغب في أن أتعامل بجفاء أو أن أؤذي مشاعره، ولكن حياتك الزوجية شأن يعنيك وحدك، كوني واثقة تماما بأنني لن أملي عليك كيفية التصرف حيالها، وبالتالي لا تملي علي ما يجب أن أفعله في حياتي الزوجية إلا إذا طلبت منك النصيحة لأن حياتي شأن يخصني وحدي''''''''.

عبري له عن إعجابك:
التعبير عن الإعجاب مهم جدا فأنا متزوجة من فيل منذ 30 عاما، ولكني لا أدع أي فرصة تمر من دون أن أعبر له عن مدى إعجابي به. فقد يظن الناس أن فيل شخص قوي وجامد، ولكنه في الحقيقة خجول، فهو لا يردد لي دائما ''''''''أنك رائعة وأنا أحبك'''''''' ثم يأخذني بين ذراعيه ولكنه يتمتع بابتسامة خفيفة على وجهه يعبر بها عن معان كثيرة ومهمة، لذا أراه رائعا وأحبه.

 كوني مرنة:

مثال بسيط: فيل والأولاد يحبون مشاهدة أفلام الحرب، وأنا لم أحبها أبدا، وليس لدي الرغبة في مشاهدتها لذا فإنني أقول لهم إذهبوا مع أصدقائكم أو أنتم ووالدكم ولا يزعج ذلك فيل. أو ما حدث منذ عدة أسابيع حين قلت له ''''''''احتاج لاصلاح قصة شعري ولكن في العادة لا أجد مكانا لصف سيارتي عند الصالون'''''''' وهنا قال فيل ''''''''اذن سأوصلك أنا بسيارتي'''''''' أي أنني حين أحتاج اليه يفهمني ويلبي.

أعملي الأشياء البسيطة التي تهمه:
منذ بداية حياتنا الزوجية يذهب فيل إلى عمله ثم الى ممارسة التمرينات الرياضية أو لعب التنس، وفور دخوله من باب المنزل يريد أن يشرب كوبا من الشاي البارد، لذا وحتى يومنا هذا أقدم له بنفسي كوب الشاي البارد بمجرد دخوله إلى منزلنا كأني أقول له ''''''''أهلا.. أعرف أنك تحبه''''''''.

لا تنسي الرومانسية:

أنا وفيليب لسنا من محبي الخروج، لذا اهتم كثيرا بالأجواء داخل المنزل فأضع لمبات ملونة باللون الوردي وموسيقى حالمة وشموعا وآنية المائدة وكأنها من أجمل وأفخر المطاعم فنشعر بأننا مازلنا نلتقي في الخارج في جو رومانسي.

يد واحدة لا تصفق:
لا أحب أن يملي علي أحد ما يجب أن أفعله وفيل يعرف ذلك عني. وأذكر في أحد المرات أنني قلت له ''''''''يكفي ما تقوم به من أعمال يجب أن تدع لي شؤون الأولاد والمنزل فأنا ربة البيت'''''''' فارتسم على وجهه تعبير ''''''''وهل أمنعك من ممارسة دورك؟''''''''.
كنت أتصرف كأني أقول له ''''''''لا تتحكم في كل شيء لأنك لا تعرف شيئا عن روتين توصيل الأولاد إلى المدرسة ولا عن مواعيد لقاءاتهم مع أصدقائهم ولا عن مواعيد مراجعة الأطباء.. إذا احتجت إلى مساعدتك سأطلبها. إن مجرد إختياري أن أكون شريكة في هذه العلاقة لا يجب أن يجعلني أنسى من أنا كإنسانة.

فن الاتصال.. رصيد بنك الأحاسيس

undefined
 هل تعرف ما هو رصيد بنك الأحاسيس؟ إنه ذلك البنك الذي يحوي رصيدك من الثقة لدى الطرف الآخر، وشعوره بالأمان معك، ووجود رصيد كاف لك عند هذا الآخر هو حجر الزاوية في نجاح الاتصال بينك وبينه، وفي قدرتك على التأثير فيه

خطورة بنك الأحاسيس

يقول الدكتور عبد الكريم بكار: ( إذا طالبنا الناس بأن يثقوا بنا؛ فإن ذلك الطلب لا يلقي في أكثر الأوقات الاستجابة المتوقعة؛ لأن الناس يمنحون الثقة ليس لمن يطلبها؛ ولكن لمن يثبت تعامله معهم أنه جدير بها)[256 بصيرة في الشخصية، د.عبد الكريم بكار، ص56].

فإذا قمت بإيداعات من النزاهة الشخصية والود والاهتمام واحترام الوعود مع شخص ما في رصيد بنك الأحاسيس، فإنك تكون لك عنده رصيدا تستطيع معه أن تكسب ثقته، وأن تعتمد على هذه الثقة وقتما تحتاج إليها، وقد ترتكب معه أخطاء عديدة بعد ذلك، لكنه سيغفرها لك بفضل رصيدك السابق، وسيسهل على الطرف المقابل فهمك حتى لو كانت غير واضح في تعبيرك عن أفكارك، سيكون حريصا على عدم جرح مشاعرك ولو بكلمة، وسيكون الاتصال بينكما سهلا ومباشرا وفعالا، كل هذا فقط حينما تهتم باستمرار بالإيداع في بنك الأحاسيس.

وعلى العكس من ذلك، فحينما تقوم باستمرار بالسحب من هذا الرصيد من خلال عدم الاحترام، وعدم الاهتمام بآراء الآخر ومشاعره، وتوجيه اللوم اللاذع له، وإخلاف وعودك معه؛ فإنك بذلك تهدم رصيد ثقتك عنده، إلى أن ينفذ الرصيد، وحينئذ تتدمر العلاقة بينكما، وتفشل عملية الاتصال.

مثالان هامان


وكلما كانت العلاقة أكثر ثباتًا واستقرارًا كالزواج مثلًا، احتاجت إلى رصيد أكثر غزارة وثباتًا، فإن الرصيد القديم يتلاشى ويستهلك مع عدم تجديده باستمرار، وهذا يفسر لنا سبب فشل كثير من الزيجات.

ففي البداية يحرص كلا الزوجين على شحن رصيد الأحاسيس والمشاعر، من إظهار المحبة والمودة، والاهتمام والرعاية، لكن بمرور الوقت يعتمد الزوجان على هذا الرصيد، ولا يحرصان على شحن أرصدة جديدة، وتبدأ الأرصدة القديمة في التلاشي.

ودعنا نضـرب مثالًا بالأطفال؛ فهم بطبيعتهم الفطرية أبسط الأمثلة على تأثير رصيد الأحاسيس، فإذا لقيت طفلًا لأول مرة ستجده متحفظًا منك وقلقًا من اللعب معك، وما أن تلاعبه، أو تعطي له لعبة أو قطعة من الشيكولاتة؛ حتى تجده تعود عليك ووثق فيك، وأخذ يلعب معك ويضحك.

ولكن المشكلة الأخطر تظهر في تعامل كثير من الآباء مع أبنائهم المراهقين؛ حيث ينسى كثير من الآباء زيادة رصيدهم عند أبنائهم في فترة المراهقة، ويهتمون أكثر بتوجيههم، وبإعطاء الأوامر لهم، فيكثر على لسان  الأب: (ادخل ذاكر)، (سترسب يا فاشل)، (أنت لا تعرف مصلحتك أبدًا)، وينسى الأب وتنسى الأم شحن أرصدة الحب، والاحترام والتقدير، والمشاركة في الرأي وفي اتخاذ القرارات، ولا عجب بعد ذلك أن تجد عقوق الأبناء لوالديهم، وتمردهم على البيت، وعلى الأوامر والنواهي، وكل ذلك بسبب تجاهل قاعدة شحن الرصيد.

النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاهتمام ببنك الأحاسيس :


والمتتبع لسنة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم يجد مدى حرصه على تقوية العلاقات بينه وبين صحابته، وبين الصحابة بعضهم بعضًا، بل وبين أفراد الأمة كلها؛ فها هو صلى الله عليه و آله و سلم يصف علاقة المؤمن بأخيه، فيقول: (المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضًا)[متفق عليه] ، ثم يحذر من كل ما يضعف رصيد الأحاسيس والمشاعر والثقة المتبادلة بين الأخوة، فيقول r: (ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا) [متفق عليه].

 لقد كان الرسول صلى الله عليه و آله و سلم يقضي وقتًا كبيرًا في تقوية تلك الصلات الاجتماعية، فيعود من مرض من أصحابه، ويتبع جنازة من مات منهم، وإذا افتقد أحدهم في صلاة الصبح سأل عنه، ومن كان منهم في حاجة إلى المال ساعده بماله، وحث الصحابة على مساعدته، وكان حريصًا على المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وعلى إفشاء روح الحب والتعاون والاحترام فيما بينهم.

بل حتى مع بسطاء الصحابة والنساء العجائز، كان صلى الله عليه و آله و سلم حريصًا على رعايتهم والسؤال عنهم، فعن أبى هريرة أن امرأة سوداء كانت تقُمُّ [تجمع القمامة] المسجد ـ أو شابًّا ـ ففقدها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فسأل عنها ـ أو عنه ـ فقالوا مات، قال (أفلا كنتم آذنتمونى [أي أخبرتموني])، قال: فكأنهم صغروا أمرها ـ أو أمره ـ فقال: (دلونى على قبره)، فدلوه فصلى عليها، ثم قال: (إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله  ينورها لهم بصلاتي عليهم)[صحيح مسلم، 2259].

رصيد لا ينفذ

وانظر إلى هذه العلاقة القوية بين النبي صلى الله عليه و آله و سلم وصاحبه أبي بكر  رضي الله عنه ، وكيف كان حرص كل منهما على الإيداع في بنك الأحاسيس باستمرار.

فها هو أبو بكر يلح على النبي صلى الله عليه و آله و سلم في إظهار الإسلام لكفار قريش، وكان عدد المسلمين يومئذ قليلا، حتى وافق النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، فقام أبو بكر خطيبًا فثار المشركون عليه، وضربوه ضربًا شديدًا، ووُطِئ بالأقدام، وضُرب في وجهه ضربًا كثيرًا؛ حتى ما يعرف وجهه من قفاه.

 وجاءت بنو تميم فحملوه إلى بيته، وهم لا يشكون في موته، فجعلوا يكلمونه، حتى أجابهم في آخر النهار، فكان أول ما نطق به: (ما فعل رسول الله؟).

 ويصر أبو بكر ـ وهو في تلك الحالة ـ على ألا يتناول طعامًا ولا شرابًا حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ليطمئن عليه، فيخرج متكئًا في الليل إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حتى يدخل عليه، فلما رآه النبي صلى الله عليه و آله و سلم أكبَّ عليه فقبله.[البداية والنهاية، ابن كثير، (3/419)].

وفي الهجرة يختار النبي صلى الله عليه و آله و سلم أبا بكر  من بين كل الصحابة، ويأتي إليه فيقول له: (إنه قد أذن لي في الخروج والهجرة)، فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله، فقال  صلى الله عليه و آله و سلم : (الصحبة)، ولذا تحكي عائشة رضي الله عنها هذا المشهد فتقول: فوالله، ما عرفت قط قبل ذلك اليوم أن أحدًا يبكي من الفرح، حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ.[السيرة النبوية، ابن كثير،(2/233)].

فانظر كيف تكون العلاقة، وكيف تكون الصحبة، وكيف تكون زيادة الرصيد بشكل دائم ومستمر، ويكفي تأكيدًا لقوة هذه العلاقة الإيمانية أن يذكرها  الله تبارك وتعالى في كتابه {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: ٤٠].

وفي يوم من الأيام يقع خلاف يسير بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فيأتي عمر t إلى النبي r، فجعل وجه رسول الله r يتمعر، حتى أشفق أبو بكر t فجثى على ركبتيه وقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم، فقال النبي r: (إن الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟) [البخاري،3661].

فانظر إلى أثر تلك الكلمات النبوية على قلب أبي بكرt، بعد أن دافع عنه النبي صلى الله عليه و آله و سلم وذكر فضائله، بل وصرح بأنه صاحبه، وفي ختام حياة النبي صلى الله عليه و آله و سلم وقبل وفاته، يأتي  تصريحه الشهير: (... ولو كنت متخذًا من الناس خليلًا؛ لاتخذت أبا بكر خليلًا) [متفق عليه].

 استثمار طويل الأجل


وإذا كنت كأغلب الناس قد أتلفت رصيد الثقة بينك وبين زوجتك أو بينك وبين ابنك مثلًا؛ فلا تبتئس من أجل ذلك، يمكنك البدء في إصلاحه على الفور بالحرص على الإيداعات الإيجابية في رصيدك لديه، وعلى سبيل المثال، فإن( أكثر الإيداعات أهمية والذي يمكن أن تودعه لدى ابنك، هو أن تستمع فقط إليه، بدون إصدار أحكام أو إلقاء مواعظ، أو أن تقرأ له سيرتك الذاتية حول مايقوله، عليك فقط أن تستمع إليه، وتحاول أن تفهمه، دعه يشعر باهتمامك به، وقبولك له كإنسان.

ربما لا يستجيب لك في البداية، وحتى قد يكون في حالة ريبة مما تفعله، وتقدمه له، فقد يقول في نفسه: ماذا يقصد أبي من وراء ذلك؟ ما الطريقة التي تجربها أمي معي هذه المرة؟ غير أنه مع الحفاظ على استمرار هذه الإيداعات الصادقة التي لا زيف فيها ستبدأ في زيادة حسابك، وبالتالي تتضاءل عملية السحب المفرط من الحساب)[العادات السبع لأكثر الناس فاعلية، ستيفن كوفي، ص266، بتصرف].

أما إذا أردت إصلاحا سريعا؛ فاعلم أن هذا إنما هو محض سراب، فإن إصلاح العلاقات هو نوع من الاستثمار طويل الأجل الذي لايمكن أن يحدث في العادة بين يوم وليلة.

الاهتمام هو البداية

ولكن كيف يمكن تحديدًا أن يكون الإنسان ثروة في رصيد الثقة المودعة باسمه في بنك الأحاسيس لدى الآخرين؟

إن البداية الحقيقية لذلك أن تقيم للناس وزنًا، وأن تعرف أن من أكثر العوامل أهمية في نجاحك الشخصي والعائلي والعملي أن تتمتع بحب الآخرين وثقتهم، فإن لم يكن للعلاقات مع الآخرين هذه الأهمية في خاطرك؛ فإنك ستفشل ولا بد في اكتساب ثقتهم حتى لو كنت تتظاهر بإبداء ذلك الاهتمام، كما يقول ليز جيبلين: ( لا يسعك أن تشعر رفاقك بالأهمية في حضورك إذا كنت لا تقيم لهم وزنا في سريرتك)[لليوم أهميته، جون ماكسويل، ص222].

السبت، 10 ديسمبر 2011

كيف تصبح إنساناً متميزاً وناجحاً ومحبوباً؟



  • استيقظ صباحاً وأنت سعيد: فيجب علينا أن نبدأ يومنا بأفكار إيجابية وأن تكون هناك نظرة سليمة نحو الأشياء.
  • احتفظ بابتسامة جذابة في وجهك: حتى وإن لم تكن تشعر أنك تريد ذلك.
  •  كن البادئ بالسلام والتحية.
  • خاطب الناس بأسمائهم: فكل الناس أو معظمهم يشعر بالإعتزاز عندما تناديه باسمه ولا تنادِه بألفاظ مثل: (يا أخي أو يا هذا أو غيرها من الألفاظ).
  • تعامل مع كل إنسان على أنّه أهم شخص في الوجود: فكل شخص يريد أن يشعر بأهميته.
  • إبدأ بالمجاملة: بذلك تستطيع إدخال السرور في قلوب الآخرين، ولكن لا تصل إلى حد التملق بمجاملتك.
  • قم بإعداد المفاجآت السارة لمن تحب: كتقديم هدية لشريكة أو شريك الحياة بمناسبة ذكرى الزواج أو الإتصال بصديق وتهنئته بالعيد وهكذا.
  • كن سبباً أن يبتسم أحد كل يوم: كأن ترسل رسالة شكر لطبيبك أو من قام بعمل خدمة لك.
  • كن دائم العطاء: وليكن عطاؤك بدون مقابل ولا تنتظر أن يرد الآخرون ذلك.
  • سامح نفسك وسامح الآخرين: فلا تفكر بالإنتقام وكن ذا نفس صافية متسامحة.
  • استعمل كلمة من فضلك وشكراً: فلهذه الكلمات سحر كبير. استعملها دائماً وسترى الفرق عندما تتعامل مع الآخرين.

كيف نتقبل إنتقادات الآخرين؟



هل تجدون صعوبة في تقبل الملاحظات التي يوجهها إليك الآخرون؟ إذا كان جوابك بنعم فاعلم أنّ الإنتقادات إذا كان لها ما يبررها فهي دائماً بناءة، ويمكنك أن تعتمد عليها لكي تتقدم، فعليك فقط أن تفهم الملاحظات التي توجه إليك جيِّداً وتميز بين النقد البناء والنقد الهدام.

كلما سمعنا كلمة إنتقاد تصورنا فوراً معنى سلبياً، يبدو أنّه يصنف في أذهاننا في خانة الأفكار السلبية. أغلبنا يميل إلى أخذ الإنتقاد على أنّه إهانة وتثبيط للعزيمة، ولا يكون قادراً على تقبله بسهولة. نعم، يمكن للإنتقاد أن يجعل المرء عصبياً أو متوتراً، أو يجعله يتحول فجأة إلى موقف المدافع عن نفسه. وإذا نظرت من حولك ستجد أناساً كثيرين يغضبون وتثور ثائرتهم بسرعة، إذا وجهت إلى شخصهم ملاحظات أو إنتقادات من أي نوع ومهما تكن بسيطة. وكم من شخص عالي المقام يعتبره الناس نبيلاً ومتواضعاً ومحترماً، ينقلب فجأة إلى بركان غاضب إذا ما وجه إليه أحد إنتقاداً أو ملاحظة ما. هذا يجعلنا نتساءل: لماذا لا نتقبل في عمومنا الإنتقادات بصدر رحب وبامتنان، بل وبسعادة؟ لماذا نحن حساسون جدّاً تجاه إنتقادات الآخرين لنا؟ ولماذا نسمح للإنتقادات بأن تؤثر فينا وفي علاقاتنا المهنية والشخصية وتؤثر أيضاً في مدى مردودنا؟

إننا عندما نتساءل: "كيف يمكننا مواجهة الإنتقادات؟"، فإن هذا يعني بشكل مباشر أنّ الإنتقاد هو شيء مكروه وسلبي وأنّه مشكلة، وهذا خطأ، لأنّ الإنتقاد في الواقع شيء جميل، هو رحمة وهو معروف، وخدمة يسديها لنا الطرف الآخر المنتقد، وهذا لا نكتشفه إلا إذا أمعنا النظر جيِّداً في مزايا الإنتقاد من الناحية السيكولوجية.

لهذا، فنحن سنركز على كيف نفهم الإنتقادات وكيف نتقبلها، وماذا نفعل لكي نرى الأوجه الحقيقية للإنتقادات والملاحظات التي يوجهها إلينا الناس. إذ علينا ألا نكون سلبيين ومنذ البداية، بل علينا أن نكون واقعيين وأن نتناول الموضوع بواقعية، حينها فقط يمكننا أن نتفهم الأمر ونتقبل الإنتقادات، وننتفع بالمزايا التي يمكن أن نحصدها من ورائها.

- افهم الملاحظات التي توجه إليك:
بداية ما هو الإنتقاد؟ الإنتقاد أو النقد هو ببساطة تحليل الشيء والحكم عليه، وتقييمه ووضعه تحت الملاحظة، غير أنّ النقد قد اتخذ معاني عدة مختلفة، لدرجة أنّ البعض بدأ يفهم على أنّه شيء سلبي. ومع ذلك فإنّ للإنتقاد أكثر من وجه واحد، مثله مثل أي شيء في هذا العالم، يمكننا أن ننظر إليه من الوجه الذي نحب. فلماذا لا نتخلص من الوجه السلبي وننظر فقط إلى وجهه الإيجابي؟

مفهوم السلبية والإيجابية هذا هو الذي سيعينك لكي تستفيد من النقد الذي يوجه إليك. يمكننا أيضاً أن نقول إنّ هناك الإنتقادات الهدامة والإنتقادات البناءة، فأيهما تفضل؟ النوع الأوّل يحفزك ويشجعك ويكون دافعاً لك من أجل أن تحسّن من نفسك، أمّا النوع الثاني فيثبط عزيمتك ويحطم معنوياتك، ويقلل من تركيزك ومردودك. لهذا، تذكر أنك في حاجة إلى النوع الأوّل وليس إلى النوع الثاني، فآخر ما تحتاج إليه هو كلام من شخص غير مسؤول يُغضبك ويفقدك تصميمك وعزيمتك ويشعرك بالنقص.

- قل لنفسك إنّه لا أحد كاملاً:
عندما ينتقدك أحدهم ويضعك أمام أخطائك أو نقائصك، قُل لنفسك إنّ كل الناس يرتكبون الأخطاء، وإنّ الناجحين ينجحون لأنّهم يستخلصون دروساً من فشلهم، وكما في القول المأثور: "الأقوياء ليسوا هم أولئك الذين لا يسقطون أبداً، بل الأقوياء هم أولئك الذين يسقطون ثمّ ينهضون دائماً". وتذكر أنّ من الطبيعي أن تشهد كل مرحلة من حياة الإنسان تقلبات كثيرة، تارة إيجابية وتارة سلبية. يجب إذن الإستعداد جيِّداً لكل هذه التقلبات، لكي تبقى قوي في جميع المراحل.

- اترك مسافة بينك وبين كلام الآخرين:
عندما يوجه إليك أحدهم إنتقاداً أو مجرد ملاحظة، فأوّل ما تفعلينه هو أن تطرح على نفسك بعض الأسئلة بدل أن تصدر ردة فعل سلبية. أسئلة مثل: لماذا قال لي أنا هذا الكلام؟ ما الذي حصل جعله يوجه إلي هذه الملاحظة؟ هل اشتغلت بما فيه الكفاية على هذا المشروع؟ ربّما أراد الشخص الذي وجه إليك الإنتقادات فقط أن يلفت إنتباهك إلى خطأ أرتكبته، وذلك حتى لا تقع في الخطأ نفسه في المرة المقبلة. لهذا، أنصت إلى من ينتقدك وحاول أن تفهم إنتقاداته، وذلك بأن تطلب من محدثك مثلاً أن يوضح ما يقصده، وحينها ستحكم هل كان الهدف من ذلك النقد هو أم أنّه كان وسيلة لحل مشكلة ما.

- حافظ على هدوئك:
لا ينبغي أن تسيطر عليك عواطفك ولا أن ترضخ لإنفعالاتك، وتسمح للموقف بأن يتضخم فيأخذ أكبر من حجمه. صحيح أنّ العصبية والإنفعال تصرف طبيعي، لكن تذكر أنّ الإنفعال لن يفيدك في شيء، بل سيبدد طاقتك وقد يدفعك إلى التصرف بشكل خاطئ. وسواء أكانت الملاحظة التي وجهها إليك الآخر مبنية على أساس مقنع أم لا، فإن أفضل ما تقوم به هو أن تبقى منفتح الفكر لكي تتمكن من أن تثبت للآخر أنّه مخطئ. إن حفاظك على هدوء أعصابك سيجعلك أكثر قدرة على الحوار والنقاش مع منتقديك، وسيكون النقاش أكثر فائدة للطرفين كليهما، وبالتالي سيتم حل الخلافات بسهولة.

- ابحث عن حلول:
لا يجب أن تكون سلبي بل عليك أن تتحول من مفعول به إلى فاعل، لا تنطو على ذاتك، ولا تغلق الأبواب والنوافذ حولك وتهرب، لا تستسلم للشعور بأن لا أحد يفهمك وبأنك ضحية، إن من يفكر بهذه الطريقة لا يتقدم أبداً. إذا وبخك أحدهم على تصرف ما، فما عليك سوى أن تستجمع قواك لكي تثبت له أنه مخطئ، أو أن ذلك ليس نهاية المطاف وأنك قادر على تصحيح أخطائك والتقدم نحو الأمام. مثلاً، إذا اتهمك شخص ما بأنك كسول أثبت له كم أنت مجتهد ويمكن الإعتماد عليك، وإذا قال لك أحدهم "أنت ساذج" اعمل على أن تكون متزن ومتعلق، وفكر جيِّداً قبل أن تقدم على أي خطوة في حياتك.

وفي المقابل، إذا رأيت أنّ الإنتقادات التي وجهت إليك كانت سطحية وغير مبنية على أساس، وهي موجهة فقط لمضايقتك وزعزعة ثقتك بنفسك، فلا تضيع وقتك في الرد عليها، واختار إما أن توضح الأمر لمن ينتقدك أو أن تتجاهل تماماً، إن رأيت أنّه لا يستحق الرد.

استمتع بحياتك.. وأجعل لك بصمة خير فيها

 

الحياة مفعمة بالأحداث ومحاطة بالظروف، ومليئة بأنواع الصراعات من أجل تحقيق الغايات، والإنسان فيها كما عرفته سيد حياته وربان مسيرتها، فإن أحسن قيادة ذاته فقد حقق غاياته، وسعد فى حياته، وإن فقد ذلك وجب عليه إعادة النظر فى قياداته.

لا تأسف على زمن قد انقضى لم تكن واعياً فيه نحو تحمل مسؤولية نفسك، والتحدى فى الإعداد لما هو آت، والعزم على الاستفادة مما فات.
إن تشكيل حياتك رهن إشارتك، فإن أردت أن تكون سعيداً، فإن الأمر بيدك، بغض النظر عما يحيط بك من مشاكل أو معوقات.
حاول قدر الإمكان أن تضبط انفعالك قبل اختيار أفعالك.

الدنيا مسيرة من حولك، ولا شك أنك جزء منها، لكنك تملك مشاعرك نحو أحداثها، وما يجري بها.

الحياه ليست مسيرة لك، لكن تفاعلك معها، والتقاط ما تراه مناسباً منها، باختيارك وحدك.

أنت عابر سبيل، وسائح فى هذا الكوكب، ومغادر له عاجلاً أم آجلاً؛ فلا تُذهِب نفسك حسرات على ما يحدث من حولك أوعليك.

اشرب من ماء الحياة فإنك مفارق، وانظرإلى ماحولك من ألوان وأشكال؛ فإنك في رحلة سياحية على كوكب يعج بالحياة.

كن نافعاً شافعاً للآخرين؛ فإن ذلك دلالة على محبة الذات، وكن معيناً لهم عند أزماتهم؛ فإن المعروف يعود على صاحبه ولو بعد حين.

إن كانت أحلامك أسباباً للتمتع، فاسع لها، وإن وصلت إلى مرحلة وجدت فيها أن تلك الأحلام تنغص عليك يومك وغدك، وطال عليك الهم والغم بسببها، فاتركها على الرغم من ارتباطك بها

الدنيا سائرة وهى مسيرة، أنت جزء منها، لكنك تملك اختيارك فى كيفية التفاعل مع معطياتها أو أحداثها.

الدنيا معك أو عليك، لكن المهارة تكون فى تشكيل تياراتها، والتحدي فى تعلم التعامل مع إقبالها وإدبارها بروح المتوثب للعيش فيها بسعادة.

إننا بشر ولسنا بحجر، نشعر بما يحيط بنا ونتأثر بما نسمع أو نرى، وهذه حقيقة لايختلف عليها أحد، لكننا -مع الأسف- نبالغ فى هذه الحقيقه، ونؤكد أننا بشر نتأثر ونشعر ونحس بما يدور حولنا.

إياك أن تدمر ذاتك؛ فالمحافظة عليها واجبك، والانفعال من أسباب القرحة في المعدة، والسكر، والضغط، والصداع؛ فابتعد عن تعاطي الانفعالات الزائدة التي تحرقك.

إن لكل عملة وجهين.. ولكل مشكلة بعدان فإن كان البعد الذى تراه سلبياً، فانظر إلى البعد الآخر؛ فقد تجد فيه خيراً كثيراً.

إن كنت تعاني من مشكلة، وتشعر بالضيق فى صدرك أو التوتر فى أعصابك، وتبحث عن مخرج من كل ذلك، فليكن عندك اليقين أن الحل للخروج مما أنت فيه بداخلك.

إن عناصر الحياة من حولك نابضة؛ فلا تكن خاملاً، والوجود من حولك يغرد ويسبح بحمد الله فلا تكن ساكتاً. شارك فى الوجود، وبارك تموجاته وتياراته؛ فإن مسيرة الحياة فرصة لكي تستطعمها قبل فوات الأوان.

إن الإحساس بالوجود هو أصل الجود؛ فتحمل مسؤوليتك، وتمتع برحلة حياتك قبل فوات الأوان وانتهاء الزمان.

من لم يكن عنده نقص لم يكن لحياته طعم أو حركة، ولكن السعي نحو إشباع الحاجة لايدفعك لإهلاك ذاتك؛ فانظر إلى التوازن فى حياتك.

الحياة حلوة فاستثـمر صحتك فى سبيل التمتع بها، دع عنك التألم النفسي أو التحسّر على مافات أو ماهو آت كل بقدر، وأنت من قدر الله، أعطاك ما لم يعط المخلوقات الأخرى؛ فتمتع بصحتك وعقلك وقوة اختيارك.

الحياة متعة، وفسحة، ورحلة لطيفة فلا تحوّلها إلى نكد وهمّ نفسي، بفعل فكرك وصورك الداخلية.. تمتعْ بها كما ترى، واترك عنك الجوانب التي تنغّص عليك واقعك.

إن المناخ ليس ملكاً لك، لكن نظرتك إليه تحدد مزاجك، والنظرة رهن إشارة عقلك، فاختر ما يسرك، واترك ما يضرك.

أنت أعجب من العجب، فى خلقك وطريقة تفكيرك.. أنت تحول الحبة إلى قبة بنظرتك إليها.

إن منطلق الحرية نظرة الإنسان إلى تقدير ذاته، فإن لم يقدر هذه الذات فإن هوانها وذلها يكون سهلاً من الأطراف الخارجية.

أقم علاقة ودّ مع ذاتك، واطلب ودّها فى كل أوقاتك، وقراراتك، وإياك أن تقطع علاقاتك بمن معك، فإنهم منك، وعضد لك.

وظفْ إمكانياتك، وتعرّف على ذاتك، واحلم أن تكون كبيراً، وإياك أن تحدك الحدود، أو تمنعك السدود.

متاع الدنيا قليل، لكن حياتك غالية وكثيرة ودائمة حتى بعد قيام الساعة، فاياك أن تضحى بالمهم فى سبيل شيء لايستحق أن تبذل الجهود من أجله، إلاّ بما يحقق الخير لحياتك.

إن لم يكن ما تقدم حياتك لأجله أغلى منها، فلا تبخسْ ذاتك وحياتك حقها؛ إنك تملك أغلى ما فى الوجود؛ فلا تفرّط فيه.

صلاح الآخرين مهما كانوا قريبين منك لا تملك منه شيئاً، لكنك تستطيع أن تستقيم بنفسك مع مجاهدتك لذاتك.

الحياة رحلة قصرت أم طالت، تقطعها بنفسك، سواء كان معك آخرون أو بمفردك؛ فأنت المسؤول الأول والأخير عن مسيرة حياتك.
******   ******   *****   *******
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ ابتسـامة صـادقه تصل الى قـلوب الآخرين..ولكن الأجمل..أن تبقى تلك الابتسـامة على مدى الحياه وبعدها مخلده في ذاكرتك..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ صدقه كفيله لسد جوع طفل يتيم..ولكن الاجمل..أن ترى السعادة ممتلئه في وجه ذالك الطفل..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ فك كربه عن مكروب أو مهموم..ولكن الأجمل..أن ترى الراحه في وجه ذالك المكروب أو المهموم..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ معنوياتها لا بمادياتها..ولكن الأجمل..أن تكون تلك المعنويـات مجسدة في الواقع الذي تعيشه..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ باحساسك بمعاناة الآخرين وأحزانهم..ولكن الأجمل..أن تجد الفرحة عندما تزول تلك المعاناة والأحزان من قلوبهم..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ كلمة طيبه..ولكن الأجمل..أن تكون تلك الكلمة لها الأثر الطيب والايجابي في نفوس الآخرين..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ العمل المثابر..ولكن الأجمل..أن يكون ذالك العمل مخلصا لله عز وجل..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ الصــدق..ولكن الأجمل.. أن تترك الكذب..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ الأمل والتفاؤل..ولكن الأجمل..أن ترى النجاح مملوءا بذالك الأمل والتفاؤل ومرسوما في ذهنك دائما..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ ابداع مثـالي..ولكن الأجمل..أن يكون ذالك الابداع قد استفاد منه الكثيرون..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ تجنب الحقد الحسد..ولكن الأجمل..أن تغير ذالك الحقد والحسد بعدم زوال النعمه من صاحبه..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ الصراحة الصادقه..ولكن الأجمل..أن تترك المجاملات..لأن معظم المجاملات يكسوها ويحتويها الكذب ..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ الأمانه..ولكن الأجمل..أن تترك الخيانه..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ أمر معروف..ولكن الأجمل..أن تبصمها بالنهي عن المنكر..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ الاخلاص النيه لله عزوجل..ولكن الأجمل..أن يكون ذالك الاخلاص قولا وعملا..
  • جميل أن تبصم حياتكـ ..بــ ذكريات طيبه..ولكن الأجمل..أن تكون تلك الذكريات ذكراها مخلده في قلبك وذاكرتك..
فقط لنترك..اترك..اتركي بصمة خير في حياتك وأزيلوا الغبار وجددوها اذا كان عالقا بها..أبصيموها بتلك البصمات التي ذكرتها..قبل أن يحين موعد الرحيل من هذه الحياة الفانيه..

الخميس، 8 ديسمبر 2011

برنامج رواد المستقبل لتدريب شباب الجامعات

الهدف العام لبرنامج رواد المستقبل
يهدف هذا البرنامج إلى تمكين شباب الجامعات لبلوغ أهدافهم وتحقيق أحلامهم وأمالهم من خلال تنمية المهارات الأساسية وتحسين قدراتهم من خلال إتباع نظم (التعلم بلا حدود) (Borderless Education)، ويفتح مجالاً واسعاً من الفرص بعد إتمام التدريب، لذا جاء البرنامج لكي يكون دليلاً فعالاً لجميع شباب الجامعات وكل الباحثين عن عمل، إنطلاقاً منا لتحقيق مستقبل أفضل لهم.. "لأن شباب اليوم هم قادة المستقبل".

الأهداف المتوقع تحقيقها من برنامج رواد المستقبل
■ توفير مهارات متكاملة للشباب تهدف إلى تنمية شعورهم بالمسئولية تجاه المجتمع.
■تشجيع شباب الجامعات ليصبحوا قادرين على التأثير بصورة إيجابية على مجتمعاتهم .
■المساهمة في إعداد جيل من الشباب قادر على أن يكون مؤهلا للعمل بمختلف أشكاله.
■يتيح البرنامج للمشاركين اكتساب معرفه شامله عن قطاع السوق الفعلى من الناحية العملية وأنشطته المختلفة والعلاقات بينهما, وتزويدهم بأخلاقيات العمل والقواعد المنظمة والحاكمة له.
■التوعية بأهمية التدريب في قيادة المجتمع نحو مرحلة جديدة من العمل البناء والذي يساهم في تطوير المجتمع.
■إكساب المشاركين في البرنامج بمجموعة من المعارف والمهارات الفكرية والعملية والتي تدعم العمل الجماعي والعمل بروح الفريق وإكسابهم بالمهارات التي يستطيعون استخدامها في حل المشكلات والتخطيط الإستراتيجي، وكيفية الوصول إلى التميز والاختلاف عن الآخرين بالتدريب المستمر.
■تعظيم الاستفادة من البرنامج وذلك بالوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين وذلك من خلال تنفيذه في أماكن عديدة والتي تشمل مبدئيا تنفيذ البرنامج في توقيتات ومواعيد مختلفة تناسب كافة الظروف لأغلب الطبقات المستفيدة من البرنامج.

االمشاركون فى البرنامج
■طلاب الجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة.
■الخريجين الجدد والباحثين عن فرص عمل.
■الشباب الطموح الذي يبحث عن ذاته ويريـد تنمية مهاراته وقدراته بما يتناسب ومتطلبات سوق العمل.


عدد الساعات التدريبية: بواقع 4 ساعات باليوم ولمدة 10 أيام عمل ، فالإجمالي 40 ساعة تدريب.


رسوم الإشتراك في البرنامج: سوف يقدم بسعر مخفض لجميع شباب الجامعات في جمهورية مصر العربية 50 جنيهاً مصرياً فقط لا غير


أساليب التدريب في برنامج رواد المستقبل :
يعتمد التدريب فى البرنامج على منهج التدريب الاستشاري Consul-Training الذي يجمع بين تبادل الفكر والخبرة بين المشاركين والمدرب من جانب وبين متطلبات العمل الفعلي وما يحتاج إليه من توفر أدوات عمل فعلية يطبقها المشاركون اثناء البرنامج من ناحية أخرى، وعلى هذا سيتم تنفيذ البرنامج اعتماداً على الأساليب التالية :
■تأصيل الجوانب المعرفية المرتبطة بموضوعات البرنامج من خلال المناقشات الموجهة وأسلوب العصف الذهني.
■استخدام دراسة الحالات العملية المرتبطة بكل موضوعات البرنامج.
■دراسة المشكلات التي تواجه الشباب وتقديم الحلول الواقعية لها.
■تنفيذ مجموعة من المختبرات التى تتناول الموضوعات الرئيسية في البرنامج من أجل ترسيخ المعلومة والمعرفة.

مزايا برنامج رواد المستقبل
■وجود محاضرين وخبراء متخصصين تتوافر لديهم خبرة مهنية كبيرة في موضوعات البرنامج.
■إكتساب العديد من المهارات الخاصة بالعمل والمهارات الذاتية والحياتية.
■الحصول على شهادة معتمدة من الرسالة للتدريب والاستشارات والجمعية الأمريكية للتعليم بواشنطن وArab Business School بدول الخليج العربي، و PmctQuest بكندا.
■حصول جميع المشاركين من شباب الجامعات في هذا البرنامج على بطاقة عضوية مؤسسة الرسالة للتدريب والإستشارات تمنح كل منهما على خصم قدره 60% من تكاليف جميع برامجنا التدريبية الوارده في خطة تدريب 2012م.
■سيتم اختيار المتدربين المتميزين في برنامج رواد المستقبل لحضور حفل تكريم يتم تنفيذه فى الختام النهائي له ومن ثم يتم منحهم كأس الرسالة للتميز التدريبي.
■هذا البرنامج منحه ومدعوم من بعض الشركات الدولية، ويقدم لجميع الشباب بسعر مخفض جداً.


يمكنكم الإتصال والاستفسار عن التفاصيل والمحتويات بـ
الأستاذ / خالد حسين الشيخ
مدير تطوير الاعمال
الرسالة للتدريب والاستشارات
موبايل : 01006829592
info@alresalah.co
training@alresalah.co
alresalah.2025@gmail.com

يأتي من حيث لا تتوقعه

أدعوكم للقراءة الجيده لهذا المقال.. لأنه قصة واقعيه حدثت بالفعل، وندعوا الله لكم الاستفادة منها ان شاء الله.

أحب بطبيعتي ذكر التجارب الشخصية لقناعة ذاتية مني أنه حينما يروي المرء تجربة شخصية، فإنها تكون أصدق مثال للتعبير، فالكلمات تخرج من القلب إلى القلب مباشرة بدون وسيط أو تجميل.

وهذه تجربة شخصية مررت بها أنا وزوجتي منذ شهور قليلة، والتجربة قد تبدو بسيطة لكثير من الناس، ولكنها لشخص عاطفي تكون قاسية بعض الشيء .. تجربة الانتقال من سكن لسكن آخر.

في الواقع حينما تزوجت وقررت أن أسكن في هذا المكان لم أكن أحبه كثيراً لولا أنه كان برغبة واختيار زوجتي، وأيضاً لأنه كان قريباً من سكن أسرتها، وهي عادة طيبة لدى الأسر المترابطة في أن تفضل البنت الزواج والسكن في مكان قريب من والديها ومكان نشأتها، ولم أعترض كثيراً حيث كان المكان قريباً من مكان ولادتي ونشأتي أيضاً.

هل تدرك متعة أول شيء في حياتك؟
إن متعة أول شيء لها طعم خاص دائماً .. أول مرة تقرأ فيها بطلاقة .. أول مرة ترى فيها البحر .. أول مرة تسافر فيها خارج مصر .. أول مرة تحب .. أول مرة تتزوج .. أول مرة تنجب.
إن أول مرة دائماً لها مذاق خاص لا يُنسى بسهولة، ولذلك يحتفظ الأشخاص العاطفيون أمثالي بروابط وذكريات خاصة لمواقف محددة في حياتهم، لذلك عشقت الكاميرا وأحببت دوماً التقاط الصور الخاطفة الخالية من الإعداد والترتيب لتبقى الذكرى طبيعية على سجيتها غير مغلفة بالتظاهر.
وأول سكن سكنت فيه مع زوجتي شهد الكثير من الذكريات الجميلة التي لا تُنسى بسهولة.. ولكنه للأسف كان سكناً مؤجراً لفترة محدودة بنظام (القانون الجديد) في مصر فكان العقد موقتاً بثلاث سنوات فحسب، مع وعد من المالك بتجديد العقد حال انتهاء فترة التعاقد، وذلك لتجربة عشرتنا وسلوكنا والتزامنا.

ولله الحمد.. ولا أثني على نفسي أو زوجتي والله شهيد – كانت فترة سكننا في هذه الشقة من أفضل ما يكون، ولم يكن لنا أي مصادمات مع الجيران أو مع مالك العمارة، ولكنه أصر في نهاية المدة على رحيلنا وقرر عدم التجديد، وأخل باتفاقه.

الأمر مؤلم للغاية بالنسبة لي.. مكان ارتبطت به فترة من الزمن، وشهد أيام زواجك الأولى، وشهد مولد ابنتك، وخطواتها الأولى في الحياة، وكذلك اعتدت أنت عليه وأقلمت حياتك لتصبح هذه الحياة.. وفجأة.. تأتي رياح التغيير لتخبرك أن دوام الحال من المحال.

هذا ناهيك عن أزمة السكن التي تجتاح العالم، ومصر ليست استثناء، بل هي حالة خاصة يندر أن يجود الزمان بمثلها في أزمة السكن، وارتفاع أسعار الإيجارات بصورة جنونية، لدرجة أننا في بحثنا تعرضنا للكثير من المهازل والمهاترات والمبالغات الغير منطقية في السعر، وذلك لشقق في أماكن شعبية بسيطة .. فما بالك بالأماكن الراقية.

هذا غير عثرتي المادية في تلك الفترة وعدم استعدادي استعداد فعلي لتلبية متطلبات سكن جديد، وهذا يعني الاستدانة والبحث عن سكن في مكان جديد.
مرت هذه الأيام بمعاناة شديدة.. وكما تعلمون جميعاً.. فإن أيام الانتظار تمر بطيئة، وأيام السعادة تمر كالبرق، وأيام المهلة تمر سريعاً.. فكان الشهر يحترق في لحظات معدودة ولم يكن لدي خيارات تناسب إمكانياتي المادية في نفس المكان الذي كنا نرغب أنا وزوجتي في السكن فيه.. والكثير والكثير من المعاناة.
ولم أجد سكن يؤيني أنا وزوجتي إلا في مكان بعيد للغاية عن أهلينا وعن مكان عملي، وهو مكان لم أكن أحبه ولم أكن أتصور نفسي يوماً أسكن فيه .. ولكن الظروف هي التي تقود وليس رغباتنا .. مضينا عقد الشقة الجديدة المتناسبة مع إمكانياتنا، ولم يبق لنا سوى الانتقال ومفارقة المكان الذي قضينا به أجمل أيام حياتنا .. لحظات أول كل متعة في حياتنا.

ووسط هذه المعاناة، انتابني هم شديد ألزمني الصمت والعبوس معظم الأوقات، وأصبحت زوجتي تعاملني كالطفل الصغير الذي لم يعجبه رداءه الجديد، فتظل تمنيني بسكن جديد أفضل من الذي سكنا فيه.

ووسط هذه المعاناة، وبينما أنا جالس على جهاز الكمبيوتر أجمع شتات عملي، إذ تنادي علىّ زوجتي فجأة طالبة مني القدوم إلى المطبخ بسرعة.

ودعتني إلى النظر في حوض المطبخ لأنظر إلى أعجب منظر يمكن أن تتوقعه..

كنا في الفترة الأخيرة قد توقفنا عن استعمال حوض المطبخ، وهجرته زوجتي بعد أن جمعت كل أدوات المطبخ في علب ضخمة تمهيداً للانتقال إلى السكن الجديد.. ولكن ما رأيته في حوض المطبخ كان مشهداً عجيباً بحق.

وجدت من بين فتحة صرف الحوض.. نبتة صغيرة خضراء تخرج من بين الفتحات خضراء يانعة تلمع تحت بريق آشعة الشمس القادمة من شباك المطبخ، ليس هذا فحسب بل بدأ رأسها ينشق عن بذرة صغيرة تنبيء بنمو أكثر.

تأملت المشهد مبهوراً مشدوهاً وأنا أرى نبات ينبت في مكان لا يمكن أن تتوقعه.. أسرعت بإحضار الكاميرا والتقطت عدة صور لهذا المشهد والانبهار لم يفارقني بعد.

ووجدت نفسي أتأمل ما آل إليه حالنا، والغم الذي نشعر به، ووجدت نفسي بدون وعي أربط بين هذه النبتة الخضراء وبين حالنا، وأدركت أن الله يريد أن يرسل إلىّ رسالة مفادها: لا يمكن أن تتوقع من أين يأتي الخير.


ولم أكن أتوقع يوماً ينبت نبات في قلب صرف حوض المطبخ، وأيضاً لا أدري بجهلي عن الغيب أين الخير الذي يخبأه الله لنا.


لقد كرهت كثيراً تلك الشقة التي سكنا بها حديثاً، وكل يوم يمر عليّ بها يكشف عن معاناة جديدة في نقطة جديدة لم نكن متعودين عليها في حياتنا قبل الانتقال إليها .. وكثيراً ما آلمني ما آل إليه حالي وقضيت ليال طويلة في حزن وهم.

ولكن الله الرحيم الكريم العظيم الحنون العطوف لا ينسانا ولا يهملنا ويرسل إلينا بين الحين والحين رسائل التثبيت التي تعيننا على استمرار الحياة.. الله سبحانه وتعالي يريد أن يخبرنا أنك يا إنسان بقصور فكرك لن تصل إلى حكمة الله في خلقه وفي تدبير شئون ملكه، وربما تريد أنت ما تظنه الخير وهو غير ذلك، وربما تكره أنت شيئاً ما ظناً منك أنه شر، ثم يصبح غير ذلك.. إنه يأتي من حيث لا تتوقعه.

وكفانا حكمة في قوله سبحانة وتعالي في سورة البقرة:”وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم.. والله يعلم وأنتم لا تعلمون”

نعم.. صدق الله العظيم .. وثبتنا الله عند المحن وآرانا فيها ما يثبت به أقدامنا في طريقنا، ويحفظ قلوبنا من اليأس ويرزقنا اليقين.. آمين يارب العالمين.

التغيير الإيجابي.. من أين نبدأ؟

التغيير سمة مميزة من سمات البشر، قال أحدهم: (إنك لا تسبح في النهر مرتين). فنحن نتغير في كل لحظة... نتفاعل مع كل حدث، مع ما نشاهد ونسمع، مع من نقابل من الناس، مع خبرات الماضي وتجارب الحاظر، ومع ما نكتسب من علم ومعرفة وخبرة، التغيير عملية ديناميكية مستمرة لا تتوقف، علمنا أم لم نعلم، رضينا أم لم نرض.

قد يختلف البشر بطواعيتهم للتغيير، فكم نفترق عن بعض الأصحاب مدة طويلة ثم نعود لنجدهم كما هم دون تغير واضح، العمر أيضاً له تأثيره، فكلما تقدم الإنسان في العمر أصبح عصياً على التغيير.

هذه قاعدة عامة لها الكثير من الشواذ كما قال أحد المفكرين: الشباب ليس في سواد الشعر وإنما في الحيوية والمرونة أي القدرة على التغيير.

وطالما أن التغيير عملية مستمرة، فلماذا لا تجيرها لمصلحتك بدل أن تكون عبئاً عليك؟ لماذا لا نقوم بتوجيهها بأنفسنا بدل أن نترك ذلك لشخص آخر؟!.

التغيير الذي نعنيه هنا هو التغيير الإيجابي وهو سلسلة من الأعمال التي تقودنا إلى مستوى أفضل في شأن أو في سائر شؤون حياتنا.
بداية لماذا الحديث عن التغيير.
التغيير فكرة مركزية في ثقافتنا الإسلامية فنحن ننظر إليه كوسيلة لنيل المزيد من رضوان الله عزوجل، والذي هو وظيفتنا الكبرى في هذه الحياة. وكم نقابل من الأشخاص من يود التقرب إلى الله.. يرغب في الإقلاع عن المعصية.. يود أن يتحول إلى شخص فاعل في الحياة، بناء، معطاء لمجتمعه، لكن الحيرة تكبله و تشله: من أين ابدأ؟ وكيف أواصل؟ وكيف أخرج أفضل ما عندي؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي أتمنى أن نزيل عنها الغبش في هذا المقال وما بعده.

نتحدث أيضاً عن تغييرأنفسنا لأنها الخطوة الأولى والأهم في سبيل تحسين أوضاع مجتمعاتنا وحال أمتنا، كما ورد في قول الله العزيز الكريم: (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ( الرعد /11).
فنحن أحوج ما نكون هذه الأيام للطاقات المتميزة التي نجحت في بناء قدراتها، ومن ثم تسخيرها لخدمة الأمة في كافة المجالات.
والآن من أين نبدأ بالتغيير.

الخطوة الأولى على طريق التغيير هو الاعتراف بوجود مشكلة، والشعور بالحاجة الى التغيير. وهذه خطوة جوهرية لأن مشكلة الكثير من الناس عدم إدراكهم لهذه الأهمية. بل يعتقد البعض أن مجرد التفكير بهذا الأمر يقلل من قيمتهم أو يصمهم بالضعف وعدم الكفاءة ولعلك قابلت ذلك الشخص، صاحب أداء متدن في عمله، ومع هذا لا يدرك مشكلته هذه حتى يفصل من عمله وحتى بعد ذلك! حيث يعتقد أن ما تم كان مجرد مؤامرة ضده...!

عندما نمتلك الشعور بالحاجة إلى التغيير، سوف يكون لزاماً أن نطرح السؤال التالي: أين أنا...أي أن تحدد ملامح واضحة لوضعك الحالي في المجال أو المجالات التي تسعي فيها إلى التغيير.

فمثلاً في مجال العلاقة مع الله عزوجل: حدد بالضبط أين تضع نفسك في قافلة السائرين إلى الله؟، وما الذي يعكر صفوها؟، ما الذي يشدك إلى الوراء، ويمنعك أن تتقدم في نيل المزيد من رضوان الله تعالى؟. أريدك أن تكتب ذلك بشكل مفصل لأن ذلك سوف يساعدك كثيراً في عملية التغيير.

المجال الثاني هو مجال الأسرة والأبناء. ستستغربون أيها الأخوة الكرام إذا أخبرتكم عن كمية الحالات التي نستقبلها كأطباء نفسيين في عياداتنا لأسر مفككة. أخوة لا يتكلمون مع بعضهم لسنوات. فتيات لم يشعرن بحنان الأب منذ أمد طويل. أمهات لم يسمعن كلمة جميلة من أبناءهن منذ سنوات وسنوات.

بعض هذه البيوت الجميلة التي ترونها تنتشر هنا وهناك تقبع في داخلها قصص أسرية محزنة يتفطر لها الفؤاد لذا كان التغيير على المستوى العائلي في غاية الأهمية وعلى ذات النمط: حدد بالضبط أين يقع مكانك وسط أسرتك؟...كيف ينظر لك اخوتك وأخواتك؟. زوجتك كيف تشعر تجاهك؟. أبناءك ماذا يتسامرون عنك عندما تخلد للنوم؟. ما هو الأثر الذي تركته في كل واحد منهم؟ إلى غير ذلك.

المجال الثالث الذي قد يكون محوراً للتغيير هو العمل، أين مكانك في عملك الذي تكسب منه رزقك وتقضي فيه ساعات طويلة؟ أسأل نفسك لو قرر مجلس إدارة الشركة التي تعمل بها أن يخفض عدد العاملين هل ستكون منهم؟. كيف ينظر إليك رئيسك؟.. هل يشعر زملاؤك بأي فرق عند غيابك؟. هل تطور مهاراتك في سبيل أداء أفضل لما هو مطلوب منك؟. أسئلة كثيرة لكنها مهمة، وتحتاج منك إلى جهد للإجابة عليها. لكن ثق تماماً أنك الآن تخطو خطواتك الأولى والأساسية في طريق التغيير.

هذه المجالات الثلاثة أحببت أن تكون مثالاً كي تطبقه على بقية المجالات الهامة الأخرى كالجانب العلمي الثقافي، وصحتك الشخصية، والإقلاع عن عادة سيئة، والجانب الخيري من حياتك في الإحسان للآخرين ومساعدتهم، ومساهمتك في تحسين أوضاع المسلمين ونهضتهم. في كل هذه المجالات، حدد فيها وضعك الحالي ويفضل أن تكتب ذلك في مذكرتك الشخصية حتى يتسنى لك فيما بعد المقارنة وتقييم مسيرتك.

الجزء الثاني من هذه الخطوة التي نهدف منها إلى تقييم ما نحن عليه هو تحديد نقاط قوتك وضعفك. يا ترى ما هو الشيء الذي يميزك عن الآخرين؟. في شخصيتك؟، في مهاراتك؟. وفي المقابل ما هي عيوبك؟، بماذا ينتقدك الناس وأقول الحكماء من الناس؟. ما هي العوائق التي تحدد من تقدمك في مجالات الحياة كافة؟. ضع إجابات واضحة للأسئلة السابقة لأن ذلك سيمنحك بصيرة رائعة لها أهمية خاصة من أجل النجاح في التغيير.

لغة الجسد تجعل أحاسيسك مكشوفة

أثبتت الدراسات العلمية التي أجراها علماء السلوك البشري، أن نصف تواصلنا وتعبيرنا يتم بحركات أجسادنا بدلاً من الكلمات، هذا التعبير بالجسد أصبح لغة كاملة قائمة بذاتها. لتتعلم بعض رموز هذه اللغة تابع معنا الآتي. تتكون لغة الجسد من تعابير وحركات عدّة، البعض منها يكون مقصوداً والبعض الآخر يأتي عن غير قصد، ودراسة هذه الحركات التي تمثل لغة الجسد تُسمَّى "كينيزيكس"، وهو علم حديث جدّاً، حيث إنّ العلماء لم ينكبوا على دراسة التعابير، الجسدية للإنسان إلا في السنوات الأخيرة.

- نحن والقرود: لغة الجسد هي لغة كونيّة، وهي ليست لغة مشتركة فقط لدى البشر، ولكن أيضاً لدى الحيوانات. فالقرود مثلاً، لديها لغة تعبيرية تعتمد فيها على حركات جسدها، كأن تغطي وجهها عندما تشعر بالحَرَج، وأن تفرك بطنها لتُعبِّر على أنّها تشعر بالجوع. ومَوهَبة التواصُل مع الآخرين من دون كلام هي موهبة تُولَد مع كل إنسان، فهناك أشخاص من مناطق وبلدان مختلفة يستعملون تعابير الوجه وحركات الأيدي نفسها، لكي يُعبِّروا عن مشاعر عديدة، مثل الاهتمام والفرح والغضب والإحتقار والخوف، على الرغم من أنهم لم يقابلوا بعضهم من قبل.

ومع ذلك، فإنّه أحياناً، تكون لبعض الحركات معانٍ مختلفة، بل متناقضة إذا انتقلنا من بلد إلى آخر، بحسب إختلاف ثقافات العالم. لهذا ربّما يكون عليك الحذر عندما تستعمل لغة الجسد مع أشخاص غرباء عن ثقافة بلدك.

- أحاسيس: لكل عضو من جسدنا القدرة على التعبير عن إحساس مختلف. فالوجه مثلاً ولوحده، قادر على التعبير عن ستة أحاسيس أساسية، فهو يُعبِّر عن المفاجأة بعينين واسعتين وحاجبين مرتفعين، وعن الخوف بتقارب الحاجبين من بعضهما بعضاً، وإظهار تجاعيد على الجَبين، وبروز العينين وتقلُّص عضلات الوجه.
وعند الشعور بالإحتقار أو التقزّز ترتفع الشّفة العليا من الفم وينكمش الأنف نحو الأعلى وينكمش الجبين نحو الأسفل، وفي حالة الحزن تنكمش الشفتان ويتقوس الحاجبان وتلمع العينان، وفي حالة السعادة تعلو الوجه الإبتسامة الكبيرة التي تُظهر الأسنان جيِّداً، وتظهر تجاعيد في الزاويتين الخارجيتين للعينين.
أمّا حالة الغضب فيمكن أن يُعبِّر عنها الوجه بعينين متَّسعتين، كما تتسع أيضاً فتحتا الأنف وتنكمش الشفتان.

- نزاهة: وعموماً فإنّ العينين وحدهما، هما عامل رئيسي في فك شيفرة كلام الجسد. إذ يكفيك في كثير من الأحيان النظر إلى مُخاطبك في عينيه، لكي تعرف الكثير من الأشياء عنه.

فرَمشات العين المتكررة جدّاً تُعبِّر عن عصبيته، وكثرة تحريك العينين في كل الاتّجاهات، تدل على عدم النَّزاهة لديه. واليدان أيضاً تنقلان رسائل شديدة الخصوصية، حيث يمكننا أن ننقل أحاسيس إيجابية وأخرى سلبية بواسطة اليدين. فأنت عندما تجمع قبضة يدك وترفع فقط السبابة، فهذا يعني أنّك تُعبِّر عن رأي إيجابي. أمّا إنْ قمت بالحركة نفسها، لكنّك وجهت سبابتك إلى أسفل، فهذا يعني أنك تُعبِّر عن رأي سلبي. وكثيراً ما يضع الشخص الكاذب يده على فمه وهو يتحدّث، بينما يقوم الشخص القلق بضم يديه الواحدة إلى الأخرى، من دون أن يقصد ذلك.

- إهتمام: حتى وضعية جذع الجسم تقول الكثير من الأشياء عن صاحبها، فأنتِ عندما تكون مثلاً جالس وجذع جسمك مستقيم، فإنّ ذلك يدل على أنّك إيجابي وواثق بنفسك. وبالنسبة إلى الساقين، فإنّك عندما تجلس وتُغيِّر وضع رجليك كل مرّة، وتضع الواحدة على الأخرى، فهذا يدل على أنّك إنسان تستحق الثقة. وعندما تشير بإصبعك أو بجسمك إلى شخص ما أثناء حديثك، فهذا يعني أنّ هناك مشروع اهتمام بذلك الشخص سيبدأ.

- أرباح: القدرة على قراءة لغة أجساد الآخرين، هي أمر قد يكون أحياناً شيئاً ثميناً أُجيد إستغلاله، لأن ذلك قد يساعدك على أن تعطي أفضل صورة ممكنة عن نفسك، وأن تتحدث إلى الآخرين، كما أنه يُمكِّنك من التعرُّف إلى الأشخاص المميَّزين، وجمع معلومات عن مخاطبيك في أسرع وقت.وهذا ما يفعله المحامون والأطباء النفسيون وحتى التجار، حيث يعتمدون على معرفتهم الجيِّدة بلغة الجسد، لكي ينجحوا في مهنتهم أو يجنوا أرباحاً أكبر من تلك التي يجنيها زملاؤهم. ومن جهة أخرى، فإن قراءة لغة الجسد يمكن أن تكون أيضاً هواية مُسلية ومفيدة، تضمن لك ألا تَملِّ أبداً عندما تكون في تجمُّع يضم مجموعة من الناس، حتى لو كانوا غرباء عنك.

- تعابير المرأة: يستغل بعض الرجال الحاذقين معرفتهم بلغة الجسد، لكي يفهموا المرأة قبل أن تتكلّم. ويعرف الرجل الخبير بلغة الجسد، أنّ عيني المرأة، وهما من أكثر أعضاء جسمها تعبيراً عن ما في نفسها، عندما تتسعان ويكسوهما البريق، فهذا يعني أنّها معجبة بالرجل الذي أمامها، أو على الأقل نجح في إثارة اهتمامها، وأنّها لا تجده رجلاً مملاً.

أما عندما تنظر إلى عيني رجل وتُطيل النظر إليهما قليلاً وتبتسم، فإنّ هذا يعني لا محالة أنها تجده جذاباً. والحاجبان أيضاً يرتفعان أكثر عندما تشعر المرأة بالإعجاب نحو أحدهم. والشفتان كذلك تسهمان في التعبير عن لغة الجسد لدى المرأة، أو تَعض على إحداهما، فإنّ الرجال يعتبرون ذلك دعوة إلى إقامة علاقة حميمة.

- ضجر: ولا تَتعجَّبي إنْ علمت أنّ الساقين والفخذين أيضاً تُسهم في تعابير لغة الجسد. فمثلاً عندما تكون امرأة ما جالسة أمام رجل وتُمرِّر يديها على الجزء العاري من ساقيها، كأنّما تلفت الإنتباه إليه، فإنّه من الممكن أن يقرأ الرجل ذلك على أنّه تعبير منها عن شعورها بالإثارة نحوه. وليس هذا كل شيء، بل إنّه حتى الاتّجاه الذي تُوجهين إليه ركبتيك وأنتِ جالسة يعني الكثير.

فالمرأة دائماً توجه ركبتيها في الاتّجاه الذي يجلس فيه شخص ذو أهمية بالنسبة إليها، حتى وإن لم تقصد ذلك. أمّا إن كانت تجلس قُبالة شخص وتوجه ركبتيها بعيداً عنه، فمعنى ذلك أنّها تشعر بالضجر، لكنّها مضطرة إلى أن تُواصل حديثها معه. من جهة أخرى، فإنّ المرأة عندما تضع الساق على الأخرى لفترة طويلة، هذا يعني أن لدى المرأة ميولاً دفاعية وأنّها نوعاً ما صارمة في ما يتعلق بإستعمالها لغة التعبير الجسدي.

ومن الأشياء الأخرى التي تَعني أنّ المرأة مُعجَبة برجل ما، أن تنظر نحوه وتبتسم، ويبدو عليها الاحمرار من الخجل، أو أن تُمرِّز يديها في شعرها، أو أن تقترب منه أو تُومئ برأسها نحوه وهي تتحدّث، أو أن تُمرِّرز يديها مراراً على فستانها، أو أن تمرر يدها على عنقها وهي تكلمه، أو ان تنظر إلى شفتي الرجل وهو يتحدّث، كل هذه الأشياء تشير إلى أنّ المرأة معجبة بالرجل الواقف أمامها، وتوفّر عليها إحراج أن تعبِّر عن أحاسيسها بالكلمات.

كيف تفرض شخصيتك أمام الآخرين بشكل ناجح؟

عكس الكثير من الأفكار السائدة، فإنّ الأشخاص الأكثر سعادة بحياتهم الشخصية والمهنية، ليسوا هم أصحاب مستويات الذكاء التي تفوق المعدل المتوسط، بل هم أولئك الذين يملكون ذكاء إجتماعياً يستعملونه في بناء علاقات جيِّدة مع الآخرين وفي فرض وجودهم عليهم.

إذن، كيف يمكنك أن تفرض شخصيتك أمام الآخرين بشكل ناجح؟

يقول الطبيب وعالم النفس الفرنسي الشهير هنري لابوري إنّه "لا يزال الإنسان وفياً جدّاً لتصرفاته البدائية". ففي مواجهة الصعوبات التي يتعرض لها نتيجة عيشه مع مثيله من بني البشر، يكون رد الفعل الطبيعي الذي يخطر في باله هو إما أن يهرب (بمعنى أن يخضع أو يتقبل الواقع الصعب أو يشتكي ويتبرم أو ينعزل وينغلق على نفسه)، وإما أن يهاجم (بمعنى أن يفرج عن غضبه وكرهه ويشتم أو يضرب أو غير ذلك من أساليب العنف).  

- الهرب أو العنف:

وعلينا أن نعرف أن تصرفات مثل الهروب أو الإستسلام، التي تصدر عن الإنسان، لا تمر من دون أن تترك أذى بدنياً ونفسياً عميقاً يمكن أن يصل حد حالة الإكتئاب. وأما بالنسبة إلى رد الفعل العنيف، فإنّه يضعف علاقة الفرد بالمحيطين به ويخلق حالة من إنعدام الثقة.
ومن حيث ردود فعل الإنسان الأكثر بدائية، أي عندما يغيب الذكاء والمنطق، فإننا كبشر لا نختلف أبداً عن الحيوان. كما أنّه ليس هناك فرق كبير بيننا وبين الطفل الصغير، الذي من أجل أن يحصل على ما يريد، لا يعرف إلا إستعمال الدموع والغضب. وما الذي يفعله الطفل الصغير عندما تتجاهل دموعه وغضبه ولا يؤخذان بعين الإعتبار؟ أو إذا شعر بأن إحتياجاته ورغباته لا تلبى؟ إنّه يسعى إلى الحصول على ما يريد بطريقة أكثر التواءً، يلجأ إما إلى الحيلة والدهاء أو إلى الإغراء. وهكذا تظهر طريقة أخرى يستعملها الإنسان ليعيش علاقته بالناس ألا وهي الإستغلال.  

- فوائد ومساوئ الإستغلال:

وسواء سلك الفرد طريق الإغراء، أم سلك طريق الكذب (بجميع أشكاله التي يمكن أن يتخفى تحتها)، فإنّ الفوائد التي يحملها الإستغلال هي المقدرة على الحصول على ما يريده الإنسان دون أن يطلب ذلك، ودون أن يمر بخطر إحتمال رفض تلبية طلبه، أو خطر فقدان سلطته وسيطرته على الآخرين. وعندما يصل الإنسان إلى أقصى حدود الإستغلال، وفي صيغته المرضية، نجد حالة "الإنحراف".
وعلى الرغم من أنّ الإستغلال أقل إزعاجاً من الطرق الأخرى التي قد يتبعها الإنسان للحصول على ما يريد، حيث يتم الإستغلال بهدوء ومن دون ضجة إلا أن أسوأ ما فيه هو أنّه يعتبر عدم إحترام للآخر. ومن الجهة المقابلة فإنّ الشخص الذي يقوم بالإستغلال يجد نفسه مضطراً إلى إبتلاع مرارة تملقه للآخرين، بغض النظر عن مشاعره الحقيقة تجاههم وبغض النظر عن قيمته واعتزازه بذاته.
لا شك في أنّ اللجوء إلى طريقة الإستغلال هذه تحقق لصاحبها أرباحاً على المدى القريب، وهذا هو بالتأكيد السبب في شيوع اللجوء إليها بين الناس، لكن هذه الطريقة على المدى البعيد، فإنّ المستغل، بكسر الغين، معرض بشكل كبير لأن يصل إلى النتيجة نفسها التي يصل إليها الشخص العنيف أو الذي اختار العنف، بل وأكثر من ذلك، إذ يقع على المستغل لغيره ثقل الضغط النفسي والخوف من أن يكتشف أمره، أو أن يرجع له الآخرون الصاع صاعين، نظراً إلى عدم إحترامه لهم، وغشه وخداعه لهم بإعطائهم عنه صورة ليست صورته الحقيقة. وبعيداً عن ردود أفعالنا البدائية الغريزية أو تلك التي اكتسبناها تربوياً، فإن هناك طرقاً أخرى يمكننا اتباعها، بحيث تكون مفيدة لنا وللآخرين.

- مزايا أن تفرض شخصيتك:

وحتى تكّون نفسك في مواجهة الظروف وتصرفات الآخرين المزعجة والمستفزة أحياناً، عليك أن تستدعي عدداً من الخصال الإنسانية بامتياز، ألا وهي الضمير، العقل، القدرة على التعبير عما نشعر به، والتضامن مع الآخر، كما يحتاج فرض ذاتك إلى أن تتسلح بثقة صلبة بنفسك، وبالآخرين وبالحياة.
والثقة بالنفس، لا تعني أن تعتبر نفسك أفضل من الآخرين، بل على العكس من ذلك الثقة بالنفس هي أن تعترف بنواقصك، من دون أن تعتقد للحظة أنّ هذه النواقص قد تنقص من قيمتك، أو من كونك محبوب، أو تنقص من حظوظك في النجاح.
وعندما تعطي الثقة لنفسك حينها فقط يمكنك أن تمنح الآخرين الثقة، ذلك أن علاقتنا بالآخرين هي مرآة العلاقة التي تربطنا بأنفسنا. فمثلاً، المدير الجيِّد أو الرئيس الجيِّد هو ذلك الذي يملك كفايته من الثقة بنفسه لكي يظهر نفسه للآخرين كما هي عليه وبعيوبها إن اقتضى الأمر من دون خجل أو خوف.

نمي ذكاءك الإجتماعي وعلاقاتك:

قد تتساءل ما النتائج التي ستتوصل إليها بهذا؟ إنها النتائج نفسها التي يحصل عليها أشخاص ينتمون إلى مجموعة أو عائلة يمتلك أفرادها ذكاء إجتماعياً حقيقياً، أي أشخاصاً لهم القدرة على أن يكونوا منسجمين مع أنفسهم، ولديهم الإرادة لكي يعيشوا في إنسجام مع مَن حولهم، على الرغم من كل المعوقات التي لا تنفك تطفو على السطح في أي عمل يقوم به الإنسان. ستحصل على أفضلية تعاطف الناس ومشاركتهم لك، وعلى الرغبة في التقدم نحو الأمام وستكسب أنك ستقلل كثيراً من الشكوك ومن الغش الذي قد يزعجك، وستوفر طاقتك والمزيد من الراحة النفسية لك وللآخرين.
عش وفياً لذاتك، لا تخذلها، افرضها على الرغم من أنّ ذلك قد يبدو في مواقف كثيرة تحدياً طموحاً بشكل زائد على الحد. ولا تشك لحظة في أنّ هذه الطريقة في التعامل هي الأكثر فائدة والأقل ضرراً، واتباعها يضمن لك النجاح في علاقاتك العاطفية وعلاقاتك المهنية، ومع الأصدقاء والعائلة، حيث إنّك ستحفز الآخرين وتؤثر فيهم وسيكون التعامل معك مريحاً شفافاً يجعلك سعيدة ويجعلهم هم أيضاً سعداء.

إتيكيت التعامل مع ذوي الإحتياجات الخاصة

إنّ ذوي الإحتياجات الخاصة هم الأشخاص الذين لا يستطيعون إستغلال مهاراتهم الجسدية والحسية بشكل كامل وفاعل بسبب إعاقة ما قد يكونون ولدوا أو أصيبوا بها، لذا فهم بحاجة إلى مَن يتفهم وضعهم ويساعدهم على التأقلم مع المجتمع بطريقة تخلو من الإيذاء لمشاعرهم، وهذا يتطلب مهارة معيّنة وتصرف لائقاً.
خبيرة الإتيكيت نايري ماركريان قدمت لنا النصائح التالية للتعامل مع أي شخص نصادفه في حياتنا اليومية من ذوي الإحتياجات الخاصة.
في البداية تؤكد ماركريان ضرورة دمج ذوي الإحتياجات الخاصة في المجتمع، لأن مشكلتهم لا تعني عدم تمكنهم من القيام بأعمال معيّنة، ويجب أن يتم دمجهم في المجتمع بطريقة لائقة ومحترمة، وكل بما يناسب مهاراته.

وتقول: تحتم علينا قواعد الإتيكيت واللياقة، عدم فرض أنفسنا على الشخص إذا وجدنا أنّه بحاجة لمساعدة معيّنة، بل محاولة الإستئذان منه قبل تقديم المساعدة، ومن ثمّ مساعدته بالطريقة التي يطلبها. وتقديم المساعدة هنا يجب أن يتم بطريقة تخلو من الشفقة أو التعليقات الجارحة، بل التعامل بكل واقعية وإحترام، فنظرات الشفقة والإستهجان ستجرح الشخص المقابل جرحاً أليماً، كما أنّه من غير اللائق إطالة النظر إلى الشخص من ذوي الإحتياجات الخاصة لذات السبب، حتى إن نعته بصفة (معاق) هو أيضاً أمر يسبب الحساسية المفرطة، بل يجب أن يقال عنه لديه إحتياجات خاصة (Special Needs).
- محور الحديث:
تؤكد نايري ضرورة الإبتعاد عن توجيه أسئلة شخصية، وترك المجال له ليتحدث عن نفسه إذا أراد هو ذلك، ومراعات ألا يكون هو أو إعاقته محور الحديث، فالأسئلة غالباً ما تكون مكررة من قبل أناس كثر مثل لماذا حصل لك هذا؟ وما سبب إعاقتك؟ وكل هذه الأسئلة تسبب إحراجاً كبيراً للشخص المجيب، خاصة في وجود مجموعة من المستمعين. كما تفضل نايري الإبتعاد قدر الإمكان عن تقديم النصائح، أو إقتراحات عن طرق العلاج الشعبية أو الطبية.
- ضعف السمع:
أمّا بالنسبة لمن يعاني ضعفاً في السمع، فينبغي الجلوس ناحية الأذن السليمة حتى يتمكن الشخص ما سماعك، وعدم الجلوس أمامه وجهاً لوجه، مع مراعاة عدم الصراخ، بل إكتشاف نبرة الصوت المناسبة له. وإذا كان الشخص يضع سماعة طبية علينا التحدث بنبرة طبيعية مع الإقتراب منه بصورة كافية.
وفي الأماكن العامة، تحتم قواعد الإتيكيت إعطاء الشخص الذي يعاني إحتياجات خاصة الأولوية في كل شيء، سواء حين دخوله المطعم أو عدم تركه في الطابور في السوبر ماركت على سبيل المثال. وإن كان الشخص جالساً على كرسي متحرك، وينتظر المصعد، فلابدّ من الدخول أوّلاً وسؤاله عن الطابق الذي ينوي الصعود إليه وتقوم بنفسك بالضغط على لوحة التحكم ومن ثمّ الخروج من المصعد إن كنت تنوي المساعدة فقط. وإذا سألك عن المساعدة اتركه يقم بالإمساك بذراعك ولا تمسك أنت به. أمّا إذا وقع عن الكرسي المتحرك لسبب ما، فيجب إبعاد الناس من حوله، وسؤاله عن الطريقة التي يجب مساعدته بها حتى لا نتسبب في إيذائه جسدياً.

- الصراحة مطلوبة:
وفي المقابل، فإن نايري ترى أنّ الصراحة مطلوبة عند التقدم للوظيفة من جانب الشخص الذي يعاني صعوبات معيّنة أو لديه إحتياجات خاصة، عليه ألا يخفي أي مشكلة يعانيها عند المقابلة، وعلى الرغم من أنّ هذا وحده سبب كافٍ لعدم قبول المدير للتوظيف للأسف في بلداننا العربية، فإنّ البلاد الأجنبية تراها مدعاة للفخر في دمجهم مع زملائهم في العمل. كما على المتقدم للوظيفة أيضاً شرح صعوبة أو سهولة إستخدام المراحيض في العمل، وبالمقابل يجب مراعاة نفس النصائح أعلاه ما بين زملاء العمل وزميلهم من ذوي الإحتياجات الخاصة، وأن يظهروا له المودة ويتعاملوا معه بشكل طبيعي جدّاً كغيره من الزملاء، من دون نظرات الشفقة والعطف لأنّ هذا سينعكس سلباً على أدائه الوظيفي.

- تحديات معيشية:
بعض البلاد وفرت البنية التحتية اللازمة لدمج ذوي الإحتياجات الخاصة في المجتمع، إلا أن نايري تعترف أن أغلبيتها لا تزال بدائية جدّاً، إبتداء من الممرات في المراكز التجارية والتي تصمم بطريقة غير عملية، كأن تكون عالية بحيث يصعب على الشخص الذي يستخدم الكرسي المتحرك التحرك بسهولة عليها، إلى مشكلة المراحيض في الأماكن العامة حيث يندر توافر مراحيض خاصة بذوي الإعاقات الحركية، إضافة إلى مشكلة المواصلات العامة والتي لم تصمم لإستيعاب هذه الفئة من المجتمع بسهولة، الأمر الذي يسبب إحراجاً وإرباكاً عند الصعود والنزول.

قواعد التعامل مع زملاء العمل

يعي الموظف والموظفة أهمية الحفاظ على أجواء مريحة في مكان عملهم، نظراً إلى أنّهم يمضون أغلبية أوقاتهم مع زملائهم، وليس في مصلحتهم القيام بأي أفعال أو تصرفات من شأنها أن توتر الأجواء وتخلق عداوة لا ضرورة لها. ولضمان الحفاظ على علاقة جيِّدة مع الزملاء يجب على الجميع اتباع قواعد التعامل مع الآخرين في مكان العمل والإلتزام بآداب التواصل معهم.

يغيب عن بال بعض الموظفين أن لمكان العمل قوانينه الخاصة المغايرة لقوانين المنزل. فما يحق لك القيام به داخل البيت لا يصح بالضرورة أن تفعله في المكتب، إذ من غير اللائق مثلاً التحدث بصوت مرتفع على الهاتف أو التحدث بالمشكلات الخاصة والشخصية على مسمع الجميع. كما لا يجوز مثلاً أن تمضغ طعامك وفمك مفتوح، بحيث تصدر أصواتاً مزعجة، كما لا يجوز أن تجلب أطعمة لها روائح نفاذة إلى المكتب، فثمة ربما من لا يتحمل روائح البهارات القوية التي تحب إستخدامها في طعامك. يجدر بك أن تنتبه إلى نوعية الطعام الذي تجلبه إلى المكتب وكيفية رد فعل زملائك تجاهه. واعلم أنّه أياً كان رد فعلهم، فإنّه لن يكون في مصلحتك، وذلك لسببين: ففي حال جلبت طعاماً شهياً ولذيذاً، فإنّهم سيحرمونك منه بالتهامهم إياه. أمّا إذا جلبت طعاماً له رائحة نفاذة، فإنك ستحصد إنتقادات لاذعة وتثير غضباً عارماً من حولك.

لذا يستحسن دوماً تناول الطعام خارج المكتب أو في الكافيتريا الخاصة بمكان العمل، وعدم جلب الأطعمة ذات الروائح القوية بتاتاً إلى العمل.
من القواعد الأخرى التي في حال إلتزامك بها ستسهل عليك تمضية يومك بسلاسة ومرونة في مكان العمل:

-     احترم خصوصية زملائك: بحكم وجودك في مكان واحد معهم، حيث لا جدران عازلة تفصل بين مكاتبكم، فإنّه من المرجح أن تسمع أجزاء من المحادثات التي يجرونها في ما بينهم أو على الهاتف. قد يتناهى إلى مسامعك كلام عن مشروع تعرفه جيِّداً أو مشكلة سبق أن مررت بها، فتشعر بميل إلى التدخل لإبداء رأيك ومساعدة زميلك على حل مشكلته بسرعة. لكن، حذار، فإن تدخلك في الحديث، على الرغم ربما من إفادته، يمكن أن يزعج زميلك ويجعله يصفك بألقاب غير مستحبة كالمتطفل أو الفضولي. فكِّر جيِّداً قبل أن تقرر التدخل ومشاركة زميلك بالحديث. راقب نبرة صوته، فكلما بدا يائساً ازدادت إحتمالية تقبله لأي رأي آخر. وينصحك الخبراء قبل أن تبدي رأيك وتدلي بما لديك، أن تتوجه إلى مكتب هذا الزميل كي تجعله يراك وأنت تستمع إليه. ثمّ الإنتظار لوقت الغداء أو الإستراحة كي تقترب منه وتخبره أنك شعرت بأن ثمّة مشكلة ما، وأنّه سيكون من دواعي سرورك تقديم المساعدة له لإيجاد الحل المناسب. كذلك احرص على عدم الطلب من زميل لك في الغرفة نفسها أن يقص عليك أموره الشخصية إلا إذا رغب هو بذلك. واحرص بدورك على عدم الإكثار من إجراء مكالمات هاتفية شخصية إلا في حدود المقبول ويكون ذلك لوقت محدود وبصوت هادئ. في حال شعرت بأن زميلك في الغرفة يجري مكالمة شخصية، فيفضل ترك الحجرة حتى ينتهي من مكالمته حتى لا تشعره بالحرج.

-   إصلاح ما تسبب في إتلافه أو كسره أو تعطيله: كم مرّة رغبت في إستخدام آلة النسج لتجدها معطلة إما بسبب إنتهاء الحبر أو الورق أو وجود ورقة عالقة؟ وهذه المشكلة لم تحل لأنّ الشخص الذي سبق أن استخدم الآلة لم يكلف عناء إصلاحها وجعلها صالحة للإستخدام. ننصحك بألا تكون هذا الشخص المهمل وغير المهتم بالأدوات التي يستخدمها الجميع في الكتب. إذا لم يكن في مقدورك إصلاح العطل، يمكنك ترك ملاحظة أو الإتصال بقسم الصيانة لإتمام العملية. ولكن، من المهم جدّاً ألا تتجاهل المشكلة وأن تكون المبادر إلى حلّ المشكلة، وتيقن أن زملاءك سيقدرون جهدك.
-   حافظ على نظافة غرفة الطعام: في حال سكبت طعاماً عن طريق الخطأ في المايكروويف أثناء تسخين الطعام، أو أثناء وضعه في الثلاجة، سارع إلى تنظيف المكان. لا تسهم في تحويل مكان الطعام أو الأجهزة التي يستخدمها الجميع لحفظ طعامهم أو تسخينه إلى ما يشبه مكب القمامة. كن حريصاً على عدم ترك أي شيء خلفك وتنظيف المكان حتى لا تتهم بالشخص القذر. أمّا في حال لم يكن لديك الوقت الكافي لتنظيف المكان وكان هناك عمال نظافة، فسارع إلى الطلب منهم القيام بذلك.
-    كن على توافق مع الجميع: إنّ أفضل طريقة لتفادى الدخول في نزاعات هو التوافق مع الجميع والعيش بسلام معهم. لكن هذا لا يعني أن تسارع دوماً إلى عناقهم وإلقاء نفسك بين أحضانهم، يمكنك أن تكون ودوداً ومهنياً في الوقت ذاته وحازماً وحاسماً عند الضرورة. إذا كنت قلقاً حيال مسألة ما، فاحرص على التركيز على المشكلة وليس على الشخص، وإذا أرغمت على رفض طلب لزميلك، فعليك أن تفسر له سبب رفضك القيام به، وإذا كان في الإمكان تقديم حل بديل. العيش بسلام وتوافق مع الآخرين يعني أيضاً الحرص على عدم التحيز لأي فريق خلال عملية صراع فرض السلطة في مكان العمل، لأنّه بتحيزك لفريق ضد الآخر ستتأثر إنتاجيتك وستجد نفسك غير قادر على التعامل مع الفريق الآخر الذي وقفت ضده، ما يعني الحد من مهاراتك وأدائك المهني. حاول دوماً التركيز على العمل والمهمات الموكلة إليك، والتعامل مع كلا الفريقين إنطلاقاً من تلك المهمات وتفادي التحدث في المواضيع التي يختلف عليها الفريقان.
لا مانع أيضاً من وقع بعض المناسبات الخاصة لبعض الزملاء على المفكرة اليومية لتقديم شيء صغير وخاص، قد يكون وردة مثلاً لرفع روح المحبة والإحترام بينكم.

ابتعد عن النميمة: لا شيء أسوأ من النميمة، فهي تؤثر سلباً في كل شيء تقريباً وتقضي على الحماس والحيوية وديناميكية الموظفين. ابتعد دوماً عن النميمة، لأنّها لا تحتوي على أي فائدة بل إنها مغمسة كلياً في الشرّ. لكن تفادَ إلقاء المحاضرات عن سوء النميمة أمام الزملاء الذين يبدؤون التحدث فيها، لأنّهم قد يبتعدون عنك ويرفضونك ويحولونك إلى هدف لهم. بدلاً من ذلك، حاول دوماً تغيير الموضوع، فرضاً مثلاً أنهم بدؤوا يتحدثون عن مشكلة إحدى الزميلات مع زوجها، بالطبع في ظل غيابها، عندها يمكنك إختيار موضوع له علاقة بالمشكلة لكنه بعيد جدّاً عن النميمة للتعليق عليه.

-   ابتعد عن الأحاديث التي تتناول إساءة إلى المسؤولين عنك: افترض مثلاً أن زملاءك في العمل بدؤوا ينتقدون المدير، في حال انضممت إليهم فإنك ستبدو شخصاً غير مخلص لمديرك، وفي حال لم تفعل فإنّ الجميع سيرمقونك بنظرة مشككة. ما العمل في مثل هذه الحالة؟ تماماً كما النميمة حاول دوماً تغيير الموضوع من خلال ربط مديرك بموضوع آخر والتحدث عن هذا الموضوع. أو ببساطة يمكنك الرد على زملائك بابتسامة عريضة والقول: "لا يعقل أن يكون المدير سيئاً إلى هذه الدرجة، ألسنا نبالغ في الأمر؟".

الرسالة للتدريب والإستشارات

مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، تُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.

وتؤمن الرسالة بأن الإنسان العربي هو المورد البشري الإستراتيجي الأهم مما إنعكس ذلك على أسلوب ومنهج الرسالة العملي الذي يُستند إلى تمكين الإنسان من إكتشاف قدراته ومهاراته الكامنه والإيمان بها والعمل على تطويرها وتنميتها بإستمرار.
تركز الرسالة على إستدراج المدربين المحليين والعالميين أصحاب الخبرات العملية المتميزة ولا نعتمد على المحاضرين الأكاديميين فقط بل على المدربين الفعليين وذلك يعود لإيماننا بالتدريب العملي وورش التطبيقات العملية وتمثيل الأدوار والتي تترك بالذهن يمتد مع المتدرب لفترات طويلة ونبتعد عن التدريب النظري الذي لا يرسخ بالذهن.

( رسالتنا )  
أن تكون الرسالة أفضل مؤسسة تدريبية وإستشارية ذات جودة مهنية عالمية فعلية.. نُرسي من خلالها قيم التميز والريادة، ونُدعم المصداقية المهنية لمتطلبات العمل، ونحترم أولويات ورغبات المتعاملين معنا والعاملين بها والعمل على تحقيقها.

( رؤيتنا )  
أن ترتقي الرسالة الريادة في مجال التدريب والإستشارات والدراسات والنشر في منطقة الشرق الأوسط.

( شعارنا
نطمح التميز.. ونسعى لتقديم العمل التدريبي والإستشاري والبحثي بمواصفات عالمية في بيئة عربية، وبأسلوب مختلف ومتطور عن الآخرين.

( هدفنا )   

  • تقديم البرامج التدريبية والندوات والملتقيات والدبلومات المهنية في مختلف التخصصات لعملاؤنا.
  • مساعدة عملاؤنا لإيجاد حلول إستراتيجية للمشكلات التي تواجههم.
  • أن يتم إنجاز وترجمة الأفكار والإحتياجات بأفضل طريقة وبأنسب التكاليف.
  • تحويل التدريب إلى مهنة متكاملة في عالمنا العربي كنموذج مستهدف عن طريق القيام بالأنشطة التدريبية والإستشارية في مختلف المجالات.
  • إجراء الدراسات والبحوث والإستشارات بتقديم المشورة المهنية لعملاؤنا في كيفية التغلب على المشكلات التي تواجههم.
  • الإلتزام بقيمنا ولا نقبل التنازل عنها، ونركز على رسالتنا ورؤيتنا وأهدافنا ونلتزم بتحقيقها.
  • المساهمة في تقديم نماذج ناجحة من متدربين يتميزون بالمهارات والخبرات والمعارف في إدارة مهامهم الوظيفية بفاعلية.
  • تدعيم التفكير الإيجابي والإبداع المهني.
***  ***   ***  ***  ***  ***  ***

وتُمارس الرسالة للتدريب والاستشارات أنشطتها في التدريب:
  • برامج الإدارة والتنمية الذاتية.
  • البرامج المحاسبية والمالية ( المحاسبة / التخطيط المالي / الادارة / المالية ..الخ) .
  • برامج التدريب والموارد البشرية .
  • برامج ادارة المشاريع .
  • برامج السكرتارية والإدارة المكتبية.
  • برامج التسويق والمبيعات .
  • برامج العقود، المناقصات والتفاوض.
  • برامج الجودة.
  • برامج الأمن الصناعي والسلامة المهنية
  • برامج العلاقات العامة والاعلام.
  • برامج التطوير التربوي.
  • برامج المشتريات وإدارة المواد والمخازن.
  • برامج البنوك والتأمين.
  • برامج نظم المعلومات والإحصاء.
  • برامج تأهيل المرأة.
  • برامج القانون.
  • برامج الخدمات البحرية والجوية.
  • برامج الصحة وإدارة المراكز الطبية.
  • برامج الشرطة المتخصصة.
  • برامج البيئة وموارد المياه.
  • برامج الدعاية والإعلان.
  • برامج دراسات الجدوى ( المالية / التسويقية / الفنية / الاقتصادية ...).
  • برامج السياحة والفنادق.
  • برامج الجمعيات غير الحكومية (NGO).
  • الملتقيات المهنية (ذات اليوم الواحد، وثلاثة ايام).
  • الدبلومات المهنية (22 تخصص مهني)
  • الدبلومات الدولية (بإعتماد كلية كامبريدج الدولية - بريطانيا)

إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع باعتبارها من رواد العمل التدريبي المهني في عالمنا العربي من أجل تقديم خدماتها المتميزة سعياً منا لتحقيق التطوير والتنمية المستدامة وفقاً لأسس ومبادئ وقيم وأهداف وتوجهات إستراتيجية مهنية قامت على أساسها الرسالة وهذا ما تلتزم به قولاً وعملاً ومنهجاً وفكراً.. آملين من الله أن يوفقنا جميعاً لتحقيق تعاون إيجابي وفعال.

فأهــــلاً ومرحباً بكم